Digital Marketing بالعربي

مرجعك الأول لكل ما يتعلق بالتسويق الالكتروني باللغة العربية -- تعلم - تدرب - انضم للعمل معنا --

recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

تدبّر سورة البقرة - المقدمة

 تدبّر سورة البقرة - المقدمة 


تدبر سورة البقرة - المقدمة


سورة البقرة العظيمة المباركة التي هي من أطول سور كتاب الله عز وجل , وقد جاء في فضلها احاديث كثيرة ومتعددة في هذه السورة المباركة فأخذها بركة بما فيها من الايات والاحكام العظيمة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة اي السحرة.
هنا سوف نتدبر سورة البقرة في عدة مقالات في كل مقال ما تيسر ان شاءالله ,فابن عمر رضي الله عنه تدبّرها وتعلمّها في ثماني سنين وابن الخطاب في اثني عشر سنة , فنحن نقتطف من ثمارها على قدر استطاعتنا وسنقف على اهم مقاصدها وهداياتها واحكامها .

 سورة البقرة .. فضلها

سورة البقرة قد ذكر العديد من الاحاديث في فضلها ,منها ما اخرجه مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: «يُؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهلِه الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تَقْدُمُه سورةُ البقرة وآلِ عمران، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما».  

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»,وقد جاء ايضا في فضلها الكثير وقد ذكرناها في مقالة سابقة يمكنك قراءتها من هنا.

السورة البقرة .. على ماذا تركّز

سورة البقرة العظيمة هل نستطيع ان نجد لها عنوان او مقصد يجمع بجميع موضوعاتها وقد استغرق نزولها عشر سنين في المرحلة المدنية فهي سورة مدنية , يمكن والله تعالى اعلى واعلم أن نقول أن هذه سورة  البقرة العظيمة مقصودها الاعظم هو :

1- اعداد هذه الامة المحمدية للخلافة .

2- تلقي اوامر الله عز وجله وتشريعه بالامتثال له سبحانه.

3-اقامة هذا التشريع والجهاد في سبيل الله.

فجاءات قصة البقرة اشارة الى حال بني اسرائيل مع اوامر الله تعالى وكيف هو حالهم فكيف عنّدوا وتشدّدوا وتعنتوا , فسميت بهذا الاسم لتبيان حالهم مع اوامر الله فسلبت منهم هذه الخلافة , فهي تحذير لهذه الامة ان تكون كبني اسرائيل في تلقي اوامر الله.

تدبّر اَيات سورة البقرة

قال تعالى :" الم (1ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)"

غرض الايام هنا هو اظهار عظمة وكمال القران , فهو مصدر التشريع لهذه الامة , فتعظيم التشريع من تعظيم القران الكريم , فلما كانت السورة تركز على قواعد الدين واصول العلم فافتتحت باصل العلم وهو القران الاعظم.

"ذلك"  اظهرت الكمال فهي تتشير الى بعد المنزلة فهو في منزلة عالية من الكتب السماوية.

"الكتاب" اي اسغرق جميع معاني الكتب ومضمونها ولا ياتي كتاب يماثله او يفوقه فهو مهمين على جميع الكتب لا ريب فيه ولا نقص فيه ابدا فما فيه من التشريع فهو كامل.

"هدى للمتقين" فهذه هي الغاية الكبرى وهي هداية المنتفعون بهذا القران ويقصد بهم المتّقون وهم المتحلّون بأسباب الانتفاع كالصدق واليقين وصفاء القلوب وغيرها والمتخلّون عن موانع الانتفاع كالكذب والنفاق والتكبر.

ثم نتأمل بعد ذلك بوصف الاصناف الثلاثة وموقفهم من القران الكريم

- المؤمنون

-الكافرون

-المنافقون

المؤمنون

المؤمنون قال الله تعالى فيهم :"  الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)"

لاحظوا انهم جمعوا في هذه الايات بين ثلاث امور"الايمان والعمل الصالح ثم اليقين بالاخرة وبوعود الله عز وجل" .

"يؤمنون بالغيب" وهو كل ما غاب عن العقل او الذهن او البصر والله سبحانه الذي نؤمن بالله هو اعظم الغيب , وحال الانبياء السابقين وما اخبر الله به في المستقبل من احوال الاخرة فهذا كله من الغيب.

"يقيمون الصلاة" يعني اقامتها على الوجه الاكبر والأكمل والصحيح وليس القيام بحركات فقط.

"ومما رزقناهم" وليس من اموالهم, فانّهم ينفقون مستشعرين بان ما ينفقونه هو من رزق الله عز وجل

"يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك" وفي هذه الاية اشارة الى اهل الكتاب الذين امنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وامنوا بالانبياء قبله من بني اسرائيل.

"وبالاخرة هم يوقنون" ختم الايات بها فابتدأها بالايمان بالله واختممها بالايمان باليوم الاخر وهم موقنون به ,وفي هذه اشارة ايضا الى بني اسرائيل الذين لديهم شك وخلل في تصور اليوم الاخر وان لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى.

وصف الذين اهتدوا..

الايمان - اقامة الصلاة - مما رزقناهم ينفقون - امنوا بالكتاب - بالاخرة هم يوقنون , اولئك فهي منزلة رفيعة .

"على هدى" في البداية ذكر هدى للمتقين وهنا على هدى وهذا يدل على انهم استعلوا في مكانتهم ووصلوا بالهداية في القران الى اعلى درجة ثم بيّن جزاءهم في الدنيا والاخرة وقال "واولئك هم المفلحون" فالفلاح هو الفوز , ففلحوا في الدنيا بصلاح امورهم الدنيوية من التعامل الحسن والكسب الحسن والعيش الحسن والحياة الطيبة والحسنة ,فهم المفلحون اي هم المستحقون للفلاح وحق لاهل الايمان والعمل الصالح المهتدين بالقران ان يكونوا على فلاح في الدنيا وثم في الاخرة.

هذه هي اوصاف المؤمنين في القران المنتفعين , فلننظر ما هو حالنا من هذه الاوصاف لنعرف مدى هدايتنا بالقران !.

الكافرون

فقال الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)

فهم الصادون المصرون على الاعراض حتى حال انذارهم ,  وليس سواء عليك انت فهم الذين اغلقوا قلوبهم فهم لديهم موانع من الانتفاع من القران وهي الاستكبار والاصرار على الكفر , فأنّى لانسان يصر على الكفر ان يهتدي بالقران , لا يمكن لاحد ان يتزكّى ويهتدي للقران وهو مصر على الاعراض عن القران فهو له معيشة ضنكا.

ماهو حال من امن من الكفار بعد هذه الاية ؟

وهنا ياتي السؤال , فهذه الاية تخبرنا أنّ الكافرين سواء عليهم أأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون.

لا شك ان هناك من اَمن من الكفار بعد هذه الاية فالجواب هو ان المقصود بهذه الاية ليس الكافر بمجرد كفره مع امكانية اقباله على القران والانتفاع به , انما هو الكافر المصر المعاند المستكبر وقيل المقصود بهم هم صناديد قريش الذين كتب عليهم ان لن يؤمنوا كابي لهب وابي جهل وغيرهم.

ثم قال الله عز وجل في جزائهم فالجزاء من جنس العمل , فلما أغلقوا قلوبهم واصروا واستكبروا اسكتبارا قال الله ختم الله على قلوبهم اي لا يستجيبون ولا ينتفعون , وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة , وانّما قدّم القلوب لانها اوعية الهداية ثم قدّم الاستماع على الابصار لانها محل الابلاغ .. قال الذين كفروا لا تسمعو لهذا القران ,واخّر الأبصار لانها تبصر ما امامها فجعل عليها غشاوة على ابصار الوحي وليس المقصود الابصار الحقيقي, انما البصيرة ونظرة الايمان والاهتداء , فلهم عذاب عظيم بكفرهم وتكذيبهم واصرارهم على ذلك.

المنافقون

الحديث عن القسم الثالث الذين لم ينتفعوا لوجود موانع الانتفاع فهم المنافقون , ولماذا لم يقول والمنافقون يقولون امنّا, فالله عاملهم بجنس عملهم فهم يخفون الكفر ويظهرون الايمان فعاملهم باغفال اسمهم واغفال امرهم وانهم لا يستحقّّون ان يذكروا باسمهم.

 فقال الله :"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)

اي انهم من الكفار وزادوا عليه نفاقا وقد استحقوا الدرك الاسفل من النار .

هم يقولون امنّا ,اي انّ هذا قول فقط وانما قلوبهم مبطنة بالكفر ولذلك قال الله تعالى وما هم بمؤمنين حقيقة فليس كل من زعم الايمان مؤمن انما من امن مصدقا معتقدا مخلصا لا شك انه داخل في الايمان.

قال الله عز وجل في صفتهم الثانية يخادعون الله والذين امنوا , فالمخادع هو من يفعل امر سيء وفي باطنه ارادة سيئة مبطنة بانّ المقابل لا يدرك ما يريده هذا , فالمخادع يريد ان يفعل السوء مع ظنه ان الطرف الاخر لا يعرف بهذه النوايا.

وهم يعلمون بانّ الله يعلم حالهم ولكنّهم يخادعون المؤمنون , كيف يخادعون الله والذين امنوا ؟

باظهار ايمانهم والمودة للمؤمينن الظاهرة والمودة للكافرين الباطنة, فقال الله ردا عليهم في جزاءهم وما يخدعون الا انفسهم
كيف؟
لانهم يزدادون نفاقا وظلالا وفي النهاية عاقبتهم النار فهم بذلك يخادعون انفسهم بانهم يزدادون ظلالا وبعدا ومرضا ومأواهم الاخير في النار.
قال الله تعالى وما يشعرون
اي لا يشعرون بحقيقة ما اّل اليه هذا النفاق وهو العذاب الذي اعده لهم في النار , اللهم انّا نعوذ بك من النار.





عن الكاتب

م.صابرين جمال

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

Translate

جميع الحقوق محفوظة

Digital Marketing بالعربي