قال تعالى :" ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين",تدبّر سورة البقرة الأية الثانية
تدبّر سورة البقرة - الأية الثانية
قال تعالى :" ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين"
سورة البقرة تعالج الهموم والاحزان وتستمع لدقات قلوبنا حين نخاف ونصاب بالقلق والفزع
سورة اذا صاحبهاا الانسان تكون له حجة وتدافع عنه وتفيض بالخير والبركة والطاعة في حياته
سورة تنير الطريق وتنتشله من حيرته واحزانه واضطرابه البشري الطبيعي تعطيه الامل بالحياة حين تضيق به الحياة
سماها النبي صلى الله عليه وسلم هي وسورة ال عمران بالزهراوين
سورة البقرة العظيمة هذه السورة التي اوصى النبي صلى الله عليه وسلم كل الاجيال بتعلمها واخذها
واوصى امتها بالوقوف عند احكامها والعيش بظلالها
استشعار السعادة والهدوء والسكينة على قلب قارئها
قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم تعلمواا القران فانه شافع يوم القيامة تعلمو البقرة وال عمران تعلمو الزهراوين فانهما ياتيان يوم القيامة كانهما غماماتنا وكانهما فرقاونان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما يوم القيامة كل القران بركة كله بصائر
هذه السورة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم تعلموا البقرة فان تعليمها البركة وتركها الحسرة ولا يستالتعليم لا ينحصر بتلاوة او قراءة لسطور او حفظ بالصدور رغم الاجر العظيم لهذه الامور
من قرا حرفا من كتاب الله كان له حسنة والحسنة بعشر امثالها
كل حرف من حروف القران حين يتلوه الانسان ويقبل عليه له الكثير من الثواب
ولكن لماذا اتخذخت هذه السورة العظيمة هذه المكانة بين سور القران الكريم
لماذا ذه السورة بالتحديد
التعلم لا ينحصر بالتلاوة
يحتاج الى ما يفسر في الحديث اخذها بركة
والاخذ ان تعوز الشيء وتحصل عليه
وبنفس الحديث تعلمو الزهراوين فانهما ياتيان يوم القيامة كانهما غمامتان يحاجان عن صاحبهما
وعند الوقوف عند صاحبهمها صاحب الزهراوين من هو الصاحب
هو الملازم في معاني اللغة وتكون بالهمة وليس بالبدن
وطال مكوثه بين يديه والاجتماع لديه
كل كلمة في هذا الحديث العظيم الذي يتحدث عن فضائل البقرة لها حدف
اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يتفطن لهذه المعاني وان يجعل الانسان القارئ لهذه السورة يستشعر هذه المعاني
وخصوصا في هذا الزمن زمن الرسعة في كل شيء
القراءة فقط وتمتمة الانسان لوحدها كافي لاخراج الانسان من الظلمات الى النور والرشاد
هذا الكلام فيه جزء صحيح لان اي نوع من انواع الاقتراب من هذا القران العظيم سحيقق الخير الكثير للانسان
وصف هذا القران العظين بانه كتاب مباك لكل من يقترب منه
وعند التدبر يجب ان نقف عند المعاني التي اراد النبي ان نبني هذه المعاني
لنتذكر بعض المبادئ المهمة حين نقبل على القران
- القران منهج عمل وكلما زدنا قربا لهذا الكتاب فان هذا سيساعدني على فهم الواقع الذي اعيش فيه والاحداث اليومية واحداث العالم باسره
وهذا المبدا واضح تماما حين خاطب الله نبيه الكريم مؤكدا له ان هناك حكمة عظيمة فان ينزل القران منجما على النبي
لم ينزل جملة واحدة انما على فترات زمنية طويلة عاصرت فترة الرسالة السماوية على الارض
هذه الفترة كانت ضرورية جدا وهي مع الاحداث التي يمر بها المسلمون
ونحن نقرا هذا الكتاب نحتاج ان ننزل هذا القران على وزقائعنا واحداثنا اليومية
القران يحتاج مني لكي يثبت فؤادي وقلبي وازداد هدوء وسعادة ان اعرض حياتي ومواقفي الحياتية على القران الكريم
لابد ان اخذ هذه السورة ان اعرض حياتي بتعاملي مع الاخرين وبكافة الاحداث المختلفة في القران ان اعرضها حينها ياتي التثبيت الذي وعده الله سبحانه
فمن اعظم فوزائد التدبر هي ان تتزكى النفوس وتبنى الخصية الهادئة المستقلة
من ازمات هذا العصر ان الانسان المعاصر بدا يعاني من الفراغ النفسي والحيرة والقلق والتخبط
القران يشفي ولكن لا بدن من الاقبال على القران وسوره بهذه النفسية المستعدة لان تعرض حياتها على القران الكريم
وتسلم زمام نفسها وان خالفت الهوى
نحن نتعلم من بيئاتنا وثقافاتنا المخنتلفة امور متعدةة فيها خطا وصواب
وحيان اعرض على القران انا اسلم نفسي اليه
وحين تخالف هذه الااومر ما اعتدت عليه فهنا يظهر الميزان
فتبقى اوامر القران وتعليم القران فوق كل الدنيا
سورة البقرة اطول سورة في كتاب الله
تحدثت عن الايمان والجنة والقران والتشريع والمعاملات كل ذلك في جو مفهم بالايمان باله
.......................................
جاء الكلام في سورة البقرة عن المعاملات بكل اشكالها في جو مفهم بالايمان بالله والتوجه اليه
المحور الاساسي الذي تتحدث عنه السورة الهدى والتقوى
فالله سبحانه وتعالى قرر منذ الاية الاولى في الكتاب والسورة ان في هذا الكتاب الذي بين ايديكم هدى للمتقين
هذا الكتاب فيه هداية ةنور وبصائر ولكن لمن احب الهداية ويعمل لاجلها
وياتي الى هذا القران بقلب يحركه جوانح الشوك للهداية ويسال الله بعمق في قراءته او استماعه او قراءة الورد
سورة البقرة هي الحاح بالدعاء من قبل المسلمين
ولكن ما نحتاج اليه الان هو ان نجدد الطلب وملامح الشوق للهداية ونجدد في انفسنا هذا المعنى العميق
ان اتي الى السورة وانا اتطلع للهداية فادرك قيمتها حتى ولو امتلكت الاموال وحققت كل الامور الندنيوينة ولكن حرمت من الهداية فما قيمة الباقي
الهداية توصلني لله سبحانه في الدنيا والاخرة
لو حرم منها الانسان سيكون حياتهم واقبالهم عن الدنيا صعب جدا وسيتم ذكره لاحقا
هل يمكن للانسان ان يحقق السعادة بعيدا عن الهداية؟
جاءت هذه السورة لتبني مشاعر الهداية في كل احكامها الاسرية والمالية والاقتصادية للهداية
الله يأخذ بقلوبنا واسماعنا وابصارنا حتى ياخذنا للهداية
فلا هداية ولا سعادة ولا استقرار ولا نجاح بعيدا عن الهداية وعن منهج الله
فلو الله رزقنا الهداية لحزنا خيري الدنيا والاخرة
من هم المتقون؟
من هم اهل هذه الهداية
السورة تحدد فئات الناس على مدى العصور
منهم المؤمنون ومنهم الكافرون ومنهم المنافقون
وهنا ناتي على مواصفات كل من هؤلاء وناتي للمؤمنين
اول صفة من مواصفات المؤمنين انهم يؤمنون بالغيب
ولابد ان نتوقف عند حقيقة الغيب
فالايمان بالغيب يلخص كل العلاقة مع الله وهي ان يتجاوز الانسان كل الحقائق في الواقع حتى يصل للحقائق التي لا يشهدها
نحن نعيش في عالمين عالم الحس الذي ندركه بحواسنا اما العالم الاخر فهو عالم الغيب ما غاب عن حسي
ايماني بالله يدور حول هذا العالم لا ادركه بحسي
انا اؤمن بالله ولكن لم اره ولا استطبيع ان اراه
هذا الايمان بالغيب من اعظم فوائده يجعل الانسان المؤمن مدرك للحقائق على المستوى الطبيعي
فهذه الدنيا التي اشغلتنا عن الله وعن العبادات وحتى ونحن نصلي فنحن في عالم اخر تماما بعيدا عن الصلاة
ايماني في عالم الغيب يحرك في نفسي هذا الامر يجعلني انظر للحياة بمنظورها الطبيعي وهي فترة مؤقتة لا اصرف كافة تفكيري وشغلي في الجري ورا امور دنيوية
مطلوب مني السعي ولكن السعي المعتدل الذي يبنيه القران
اما السعي المحموم الذي يضيع معه انسانياتي ويضيع هدوئي واستقرار وانسان حقود وحسود على الاخرين
مليء قلبه بالشجع والطمع سوف تقل هذه الامور تماما عند الايمان بالغيب ويؤمنون ان الحياة قصيرة جدا
عندما ناخذ سورة البقرة وان نكون من اصحابها فنحن بحاجة ان نجدد في نفوسنا حقيقة الايمان بالغيب وان لا ياخذنا عالم الحس بعيدا عن عالم الغيب
عالم الحس الذي نشهده في وقتنا المعاصر مليء بالملهيات والامور التي تبعدنا عن عالم الغيب
ولكن مطلوب مني ان يكون لي صلة بعالم الغيب من خلال تجديد علاقتي مع الله وتدبر ااياته وبصلاتي
يؤمنون بالغيب
الصفة الثانية للمتقين في نفس الاية
اعظم انعكاس للايمان بالغيب يتجلى في الحفاظ على الصلاة واقامة الصلاة والفرق بين ان اصلي وان اقيم الصلاة فرق شاسع
اقامة الصلاة تتطلب مني ان اتي الى الصلاة وانا مستحضرة اني ملاقية الله سبحانه وتعالى
وجاء الامر بالاستعانة بالصلاة في كثير من المواضع في السورة الكريمة
اقامة الصلاة تطلب بان اتي الى الصلاة كانها لقاء بيني وبين الله سبحانه
اقبل على الصلاة وانا مستشعرة بعظمة هذه الصلاة شرعت في عدة اوقات في اليوم والليلة حتى يظل التذكير مستمرا بالوقفات مع الله والاستراحة من ضنك الحياة
الصلاة راحة لمن يقيمها ويقومون بها
وتتطلب المسارعة وعدم التسويف والالتهاء بملاهي الدنيا
التمعن والتفكر بكل معاني الصلاة
الصة اعظم زاد في حياتي وليس حركات روتينية جسدية
فعندما تتحقق تلك المعاني في الصلاة اصبحت من اعظم اشكال الهداية وتجديد لعلاقتي مع الله
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ارحنا بها يا بلال
الصلاة راحة ومتعة وسعادة للمؤمنين
ولكن متى
حين يقيمون الصلاة
لذلك انا بحاجة ان اعرض صلاتي على القران الكريم
هل انا اقيم الصلاة ام اؤديها مجرد اداة
لو كنت اقيم لابد من وجود ثمرات
اذا لم اجدها للتغير في سلوكي وحياتي والراحة النفسية فهذا يعني اني بحاجة لاعادة النظر في صلاتي من جديد
ومما رزقناهم ينفقون يبذلون ويعطون بكل الاشكال
الايمان بالغيب جعل لدي القدرة على البذل والعطاء
اصبح لدي قابلية للتفاعل وجعل لدي استشعار ان ما عندي من نعم ليس من هذه البشرية الضعيفة بل من عند الله سبحانه وتعالى
ما لدي من نعمة او ثحة او غنا او ذكاء او مواهب
ليس من تلقاء نفسي بس هي من عند الله
لأني خرجت من الدنيا لا اعلم شيء ولا حول ولا قوة لي
وبعد ذلك رزقني الله رزقا عظيما
واعطاني قوة وصجة في البدن امشي واسير واتفاعل
لدي القدرة على العمل والعطاء ربنا رزقني بها
ولكن طبيعة الحياة التي نعيشها اليوم جعل الانسان يقتع في مستنقع الانانية
فهو ينسب كل شيء لنفسه وينكبر الجميل فما انا فيه من غنا فهو من ذكائي وقدرتي في التجارة صحيح ان الانسان لا بد ان يعمل ولكن التوفيق اولا واخيرا من الله ولابد ان اصصح المفاهيم في قلبي وعقلي واذا صلحت امطلقت يدي في العطاء ولم اعد ابخل من اعطاء اي شيء
في الجزء الثالث يوجد دستور حقيقي في العطاء والبذل فالانسان عندما ينفق لنفسه وليس للاخرين
عندما يبذل المال يقدمها لاخرته
وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله
ايمانبي الله وبالغيب هو الذي جعلني احرك دواعي العطاء لله سبحانه
فسورة البقرة من الايات الاولى تعلمني ان انفق كل يوم شيء حتى لو كان متواضع
فهو يكبر بعمق النية التي تحملها
انفق في سبيل الله وانفق مما لديك وابذل حتى الكلمة الطيبة والوجه الطلق الحسن هو نوع من انواع البذل والانفاق
قولوا للناس حسنا من انواع البذل والعطاء
البذل لا ينحصر بمادة او جراهم معدودة
هو رغبة حقيقة في ان تعطي من نفسك للاخرين
ارقى انواع التعامل الانساني ان تبذل دون ان تتوقع شكر فانت مؤمن بالغيب
وهو ان جزاءك سياتي من الله العفو الغفور